إعداد øjõdg óªmcg Oƒªfi.O çƒëñdg IQGOEG

Transcript

1 إعداد øjõdg óªmcg Oƒªfi.O çƒëñdg IQGOEG

2 مفاتيح فهم الكالم العربي

3 التدقيق اللغوي شروق حممد سلمان إخراج الطبعة الثانية 1433 ه م ISBN لدائرة الشؤون اإلسالمية والعمل اخليري بدبي إدارة البحوث هاتف: فاكس: اإلم ارات العربي ة املتحدة ص. ب: دب ي m a i i a c a d. a e

4 مفاتيح فهم الكالم العربي إعداد د. حممود أمحد الزين إدارة البحوث

5 مفاتيح فهم الكالم العربي

6 افتتاحية افتتاحية احلمد هلل رب العاملين والص اة والس لام عىل سيدنا حممد وعىل آله وصحبه وم ن تبعهم بإحسان إىل يوم الدين.. وبعد: فيسر «دائرة الشؤون اإلسللامية والعمل الخيري بدبي - إدارة البحوث» أن تقد م إصدار ها اجلديد «مفاتيح فهم الكالم العربي» جلمهور القراء وطلبة العلم املتطلعن إىل املعرفة ذات األصول القويمة وهو موجز تعريفي يدعو إىل دراسة العلوم التي تفتح للقارئ أبواب املعاين واملقاصد يف كل ما كتب بلغة القرآن. وهذا اإلنجاز العلمي جيعلنا نقدم عظيم الشكر والدعاء ألرسة آل مكتوم حفظها اهلل تعاىل التي حتب العلم وأهله وتؤازر قضايا اإلسام والعروبة بكل متيز وإقدام ويف

7 مفاتيح فهم الكالم العربي مقدمتها صاحب السمو الشيخ حممد بن راشد بن سعيد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس جملس الوزراء حاكم ديب الذي يشيد جمتمع املعرفة ويرعى البحث العلمي ويشجع أصحابه وط ابه. راجن من العيل القدير أن ينفع هبذا العمل وأن يرزقنا التوفيق والسداد وأن يوفق إىل مزيد من العطاء عىل درب التميز املنشود. وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملن وص ىل اهلل عىل الن بي األمي اخلاتم سيدنا حمم د وعىل آله وصحبه أمجعن. الدكتور سيف بن راشد اجلابري مدير إدارة البحوث

8 مقدمة احلمد هلل الذي خلق اإلنسان وعلمه البيان والصاة والسلام األمتان األكمان عىل أفصح إنسان: سيدنا حممد عليه الصاة والسام الذي أنزل اهلل عليه القرآن ووكل إليه التفسير والتبيان فقام بذلك أفضل القيام حتى ترك أمته عىل املحجة البيضاء ليلها كنهارها ال يزيغ عنها إال هالك. وبعد: فإن من أوضح األمور يف عقول كل الناس أن فهم الكام يف أي لغة ال يكون إال بمعرفة اللغة التي ك تب هبا وال يمكن تفه مه بإتقان إال بإتقاهنا من مجيع وجوهها

9 مفاتيح فهم الكالم العربي ولكل لغة مفرداهتا وقواعد تركيبها وكيفية ن ظ مها التي تدل عىل مقاصد املتكلمن هبا ولغت نا العربية مثل ها يف ذلك - وإن امتازت بكثرة مفرداهتا وسعة نظام داللة املفردات والرتكيبات واجلمل بخصوصيات كثرة - وال يمكن فهم تلك املقاصد دون العلم بذلك كله والسيام القرآن الكريم والسنة النبوية اللذين كانا مها الباعث األعظم للعلامء عىل تدوين علوم العربية ألجل فهمهام وتعقل ما جاء فيهام كام قال سبحانه وتعاىل : ہ ھ ھ ھ ھ ے. وبسبب سعة هذه اللغة وكثرة أساليبها ووجوه دالالهتا جعل علامء العربية - بعد تأسيس علومها ونموها - كل جانب منها علام مستقا : سورة يوسف: اآلية. 2

10 مقدمة فعلم املعاجم ومعرفة داللة املفردات وموادها والفروق بينها علم مستقل. وعلم أوزاهنا وصيغها ومعاين أوزاهنا علم مستقل. وعلم تركيب املفردات يف مجل ومعاين تركيباهتا علم مستقل. واستعامل الكلامت واجلمل يف سياقها املناسب واملعنى الذي يدل عليه السياق سواء فيام وضعت له أو يف غير ما وضعت له مع معرفة طريقة الداللة ودرجة الوضوح علم مستقل وهكذا. ولكي ال يصد هذا التفصيل طالب العلم عن تعلم اللغة وضع العلامء يف كل فن من هذه الفنون كتبا موجزة ومتوسطة ومطولة خيتار الطالب منها املستوى الذي يريد أن يسير فيه فيقترص عىل ما حيقق رغبته لكن إذا أراد

11 10 مفاتيح فهم الكالم العربي املستوى األعىل درس املوج زات ثم ترقى إىل املتوسطات ثم إىل املوس عات. وم ن أعرض عن هذا الطريق فاته فهم الكام العريب عىل الوجه الصحيح وال تغنيه معرفته للهجة املحلية التي تعودها يف بلده فهذه اللهجات وإن كانت يف أصوهلا عربية إال أهنا تغيرت وفاهت ا كثر من تفصيات أصلها العريب الفصيح فأصبحت معرفتها ال تكفي لفتح طرق الفهم للكام العريب الفصيح والسيام القرآن الكريم والسنة النبوية وإن كانت تفيد إىل حد ما يف حمادثة العرب بعضهم مع بعض عند اختاف األوطان. وقد أمهل كثرون تعلم هذه العلوم: علوم العربية إىل أن صار احلديث عنها غريبا عليهم فضا عن معرفتها وفهمها وإدراك مقاصدها واالعتامد عليها يف فهم الكام

12 11 مقدمة فصار التعريف هبذه العلوم ومقاصدها وأهدافها رضورة ملحة وواجبا ال غنى عن القيام به فعسى اهلل تعاىل أن ييسر يل كتابة هذا املوجز التعريفي بفضله له احلمد وبه املستعان. وقد تق د م القول بأن كل ما كتب باللغة العربية فالعلم هبا هو مفتاحه با ريب إال أن العلم هبذه اللغة - لطول املراجعة والتعمق والتدقيق - قد تفرع إىل علوم كل منها خيدم جانبا ويفتح طواياه للدارسين وعىل مستويات متعددة بن االبتداء والتوسط واالنتهاء. وحين دخلنا زمن إمهال لغتنا كان االقتصار عىل مستوى االبتداء هو أول املنحدر ث م صار االقتصار عىل بعض علوم العربية دون بعض طريقا إىل االنحدار الشديد وبذلك رصنا نقرأ كل ما يكتب بالعربية قراءة

13 12 مفاتيح فهم الكالم العربي سطحية كقراءة املجات والقصص وهو منهج ال يصلح لقراءة الكتب العلمية واألدبية السيام الرتاثية. وهلذا كانت العودة الصحيحة هي أن نتعرف عىل هذه العلوم كلها وعىل فائدة كل منها وندرسها كلها دراسة جادة مهام اختلفت املستويات وإذا كانت لغتنا وعلومها قد ضعفت آثارها وثمراهتا بسبب اإلمهال فإن محاية اللغة العربية من الضياع والفناء ال يمكن أن تكون بدون مقاومة اإلمهال وبدون معرفة الفروع العلمية التي تتفرع إليها اللغة العربية وما الذي ينفعنا من كل فرع منها.

14 13 العلم األول: علم مادة الكلمة وعلم املعاجم العلم األول علم مادة الكلمة وعلم املعاجم وأول يشء يستدعي النظر - عندما يراد فهم الكام - هو الكلامت املفردة ألن اجلمل املفيدة تتكون منها. والكلامت املفردة ينبغي أن ينظر القارئ إليها من جهتن: - مادهتا أوال. - ووزهنا ثانيا. واملراد باملادة : احلروف األصلية التي تشتمل عليها الكلمة كالكاف والتاء والباء يف )كتب( وإليها ترجع كل الكلامت املشتقة منها وإىل معناها الذي تدور حوله

15 14 مفاتيح فهم الكالم العربي ترجع الكلامت املشتقة منها فهذه احلروف : ( ك ت ب( مثلا تدور كل الكلامت املشتقة منها حول معنى الكتابة أي ضم احلروف بعضها إىل بعض مثل ( ك ت ب ي ك ت ب ا ك ت ب كات ب ي ك ات ب اس تك ت ب ي س تك تب ( ومن معانيها ضم األشياء بعضها إىل بعض مثل : ( ت ك ت ب القوم ) أي جتمعوا ومنه ( الكتيبة ) وهي اجلامعة من اجليش. والنظر يف معنى مادة الكلمة املفردة يكون عن طريق املعجامت قراءة وتفهام وقد يكون حفظا كام كان علامؤنا القدامى لتكون معرفة املعنى معرفة منضبطة متنع اخللط بين املعاين املتقاربة واملتشاهبة فاحلمد والثناء مثا كل منهام فيه الوصف بالصفات اجلميلة فهام متقاربان لكن الثناء فيه معنى يزيد عىل الوصف باجلميل وهو املدح ويف احلمد زيادة من جهة أخرى وهي تضمنه معنى الشكر

16 15 العلم األول: علم مادة الكلمة وعلم املعاجم ولكل منهام يف الكام موضع ولذلك أل ف بعض علامء العربية كتبا يف بيان الفروق بن معاين الكلامت ومل يريدوا بذلك استقصاء كل الفروق ولكن نب هوا عىل أشياء تعلم الدارس أن ينظر يف أمثاهلا وكثر منهم سموا كتبهم باسم الفروق. ومن دقيق هذه الداللة أعني داللة الكلمة بحسب مادهتا داللة كلمة «الص م د» فقد ف ر بأنه هو الذي كمل يف مجيع معاين السؤدد كام جاء عن ابن عباس ريض اهلل عنهام يف تفسر الطربي. وكذا كلمة «الس بات» يف قوله سبحانه وتعاىل : ڦ ڦ ڦ أي قطعا ألعاملكم واملراد راحة ألبدانكم كام يف تفسر البغوي. سورة النبأ: اآلية. 9

17 16 مفاتيح فهم الكالم العربي وقد يكون بين العلامء خلاف يف معنى مادة الكلمة فيختلفون يف احلكم الرشعي الذي دل ت عليه كام اختلفوا يف لفظ «السارق» هل يشمل من يفتح القبور ألخذ األكفان وهل يسمى سارقا فتقطع يده أو ال يشمله فيعاقب عقوبة التعزير أي يقدر القايض عقوبة رادعة له. وكذلك اختلفوا يف قوله تعاىل : ڇ ڇ ڍ فقال بعضهم يعني مضيئا منيرا وقال مقاتل: جعل فيه نورا وحرارة والوهج جيمع النور واحلرارة كام يف تفسر البغوي. ويف العربية نجد استعامل الكلمة يف املعنى وضده مثل كلمة ( اجل و ن ) تأيت بمعنى األبيض وبمعنى األسود سورة النبأ: اآلية. 13

18 17 العلم األول: علم مادة الكلمة وعلم املعاجم ويعرف املراد منها بواسطة السياق والقرائن وقد نب ه العلامء إىل ذلك يف كتب خاصة يسمى كل منها: كتاب األضداد. وقد تستعمل الكلمة يف معنيين خمتلفين لكن ال تضاد بينهام كلفظ «العن» يأيت بمعنى العن البارصة وبمعنى منبع املاء ويعرف أهيام املقصود بواسطة السياق والقرائن. وهذا النوع من األلفاظ يسمى املشرتك وقد اهتم به علامء أصول الفقه وخصصوا له مباحث يف كتبهم ألمهيته يف فهم ألفاظ القرآن الكريم واحلديث الرشيف ومن ذلك قوله تعاىل : ڃ چ چ چچ لفظ القرء ف ر باحليض وف ر بالطهر من احليض. سورة البقرة: اآلية. 228

19 18 مفاتيح فهم الكالم العربي ومن أهم ما يتعلق بالفروق بن معاين الكلامت ما يكون الفرق فيه بن عموم وخصوص كالفرق بن العبادة والص لاة إذ كل صاة عبادة وليست كل عبادة صاة ألن الصوم واحلج مثلا كل منهام عبادة مع أنه ليس بصلاة وكذا يقال: كل صوم عبادة وليس كل عبادة صوما فإذا هنانا النبي صىل اهلل عليه وسلم عن الصوم أيام عيد األضحى فا يفهم من ذلك النهي عن الصاة وقد اهتم علامء أصول الفقه بمسألة العموم واخلصوص وجعلوا هلا يف كتبهم مباحث خاصة بل خصها بعضهم بكتاب مستقل وأصول الفقه علم أس س قواعد فهم األحكام من القرآن الكريم والسنة. ومن أهم جوانب هذا املبحث أن يعرف القارئ بواسطة الفرق بن العام واخلاص أنه ال تناقض بينهام إذا

20 19 العلم األول: علم مادة الكلمة وعلم املعاجم جاءا يف نص ن متعارضن ظاهرا : كقول النبي صىل اهلل عليه وسلم:» الصالةملنمليقرأبفاحتةالكتاب» وقولهتعاىل: ۆ ۆ ۈ ۈ ۇٴ ۋ 2 فاألول عام يف كل م ن صىل والثاين خاص بم ن ص ىل مقتديا بإمام فيستثنى الثاين من األول وهذا وجه من وجوه فهم احلديث وهي قضية اختلف الفقهاء فيها وليس هنا مكاهنا إنام هذا متثيل هنا وقد كتب بعض علامئنا كتبا مجعت قدرا ال بأس به من هذه األبواب التي تقدم ذكرها من فروق وغرها سموها كتب «فقه اللغة «. وكل ما ت ق د م إنام هو أمثلة يسيرة من أمهية معرفة الداللة املستفادة من مادة الكلمة عن طريق املعاجم أخرجه مسلم برقم )394 (. 2 سورة األعراف: اآلية. 204

21 20 مفاتيح فهم الكالم العربي اللغوية قبل النظر يف الداللة املستفادة من هيئة الكلمة أي من الوزن الرصيف فيها والفوارق الناجتة عن ذلك.

22 21 العلم الثاني: علم التصريف العلم الثاني صيغة الكلمة : «علم التصريف» والعلم الذي ختصص ببيان املعاين املستفادة من هيئة الكلمة أي : «وزهنا الرصيف» هو علم الرصف أو علم الترصيف وكان يدرس مع علم النحو لقوة العاقة بينهام يف تركيب اجلملة وعمل الفعل وشبهه وسائر املشتقات ذات األثر يف تركيب اجلملة ث م استقل يف كتب خاصة ليأخذ حقه من الدراسة والبحث بتوسع وتعمق وختصيص وذكرت رؤوس مهامته بعض املعاجم اللغوية يف مقدماهتا كمختار الصحاح لقوة تعلقه ببيان معاين املفردات للكلامت بل ال يمكن أن يفهم املعنى اإلفرادي تاما بدون هذا العلم. وبيان ذلك يتضح من صيغ األفعال وصيغ األسامء

23 22 مفاتيح فهم الكالم العربي فاملادة املكونة من ( ك ت ب ) عىل هذا الرتتيب يف احلروف تدل عىل اجلمع واالجتامع وختتلف كل صيغة عن األخرى بوزهنا وداللتها ففي صيغ األفعال حسب زماهنا نقول: ( ك ت ب ي ك ت ب اك ت ب ) فتختلف الكلامت الثاث من جهة الزمان واملعنى. فاألول: إخبار عن حصول الكتابة يف الزمن املايض. والثاين: إخبار عن حصوهلا يف الزمن احلارض أو املستقبل. أم ا الثالث: فيدل عىل طلب حصوهلا يف املستقبل فاختلفت داللة الصيغة الثالثة عام قبلها بزيادة هي )الطلب( وهذه الداللة مطردة مستمرة يف مجيع كلامت صيغة األمر. ث م هناك اختاف املعنى بسبب الصياغة والوزن من

24 23 العلم الثاني: علم التصريف جهة عدد حروف الفعل هل هو ثاثي أو رباعي أو مخايس أو سدايس نحو : ( ك ت ب ك ات ب ت كت ب ت كات ب اس ت ك ت ب ) ( فكتب ) وهو الفعل األول يدل عىل فعل الكتابة من فاعله نحو : ( كتب الطالب (. و)كاتب ) يدل عىل اشرتك الفاعل مع املفعول يف الكتابة نحو : )كاتب الرجل صديقه ) أي كتب كل واحد منهام إىل اآلخر ويقرب منه ( تكاتب ) لكن هذا يدل عىل اشرتاك الفاعل مع ما عطف عليه يف الكتابة نحو: ( تكاتب الرجل وصديقه ( ويكون بواسطة ( مع ) نحو: ( تكاتب الرجل مع صديقه ) ويمكن أن يكون الفاعل اسام داال عىل متعدد فيكون االشرتاك بن أفراده نحو : )تكاتب الرجان ) أو ( تكاتب الرجال (. أم ا صيغة ( استكتب ) فتدل عىل أن الفاعل طلب من املفعول الكتابة يف املايض نحو : ( استكتبت زيدا )

25 24 مفاتيح فهم الكالم العربي أي طلبت منه الكتابة ويأيت بمعنى تصيره كاتبا له نحو: )استكتبت زيدا ) بمعنى جعلته كاتبا يل أما فعل ( ت ك ت ب( فهو دال عل أصل معنى االجتامع ال عىل اجتامع احلروف خصوصا فتقول : ( تكتب القوم ) أي جتمعوا. وهذا االختلاف يف املعنى بين صيغة وأخرى موجود يف األسامء أيضا ففي االشتقاق من مادة ( ك ت ب ) الثاثية نأخذ اسام يدل بصيغته عىل الفاعل نحو : ( كات ب ( أو اسام يدل عىل املفعول نحو : ( مكتوب ( أو اسام يدل عىل تكرر حصول الفعل من الشخص نحو : )ك ت اب( وتسمى هذه : «صيغة املبالغة» أي زيادة معنى الكتابة متكررة من الفاعل فإذا أردنا ثبوت هذه الصفة له وهي الكتابة قلنا ( كتوب ( لكن هذه الصيغة تدل يف األصل عىل التكرار مثل : )ك ت اب ( ويفهم معنى الثبوت منها بواسطة السياق.

26 25 العلم الثاني: علم التصريف ويظهر معنى الثبوت أكثر وأوضح يف معان أخرى كصيغةثابتةخصصتللثبوتمثل )ح س ن ) عىلوزن )ف ع ل( من الح س ن يف الخ ل ق أو الخل قة أو عىل وزن ( ف ع ال ) نحو: ( ش جاع ) وتسمى هذه «صيغة الصفة املشبهة «و» صيغة التفضيل» من الكتابة وغرها ( أ فع ل ) نحو: ( زيد أ ك ت ب من عمرو ( والصيغة الدالة عىل املكان من الثاثي ( م فع ل ) نحو : ( م كت ب ( وتكون من بعض الثاثي عىل وزن ( م ف ع ل ) نحو : )مرص ف( وهاتان الصيغتان أي ( م ف ع ل وم ف ع ل ) تدل كل منهام عىل الزمان كذلك ويعرف بواسطة السياق هل املراد هبا الزمان أو املكان نحو : قوله تعاىل : ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ويقال: )فان يعمل مصبحه وممساه ) أي يعمل يف وقت صباحه ويف وقت مسائه. سورة الكهف: اآلية. 86

27 26 مفاتيح فهم الكالم العربي وصيغة املصدر هي التي تدل عىل معنى املادة دون أي زيادة وهذا هو معنى مادة الكلمة مثل : )كتابة وقراءة وجلوس وقيام ( واملصادر منها القيايس مثل وزن )ف عالة ) كقراءة وكتابة ورصافة وجناية وأشباهها ومنها السامعية كل كلمة منها حتفظ بلا وزن مط رد خيصصها وال تقاس عليها كلامت أخرى. وال بد من االنتباه إىل أمر مهم يف فائدة علم الرصف وهي االختصار فبدال من أن نقول : )فان متكرر منه فعل الكتابة ) نقول ( فان ك ت اب ) وبدال من أن نقول ( هذا مكان كتابة ) نقول )هذا م ك تب ) وبدال من أن نقول ( فلان شجاعته صفة ثابتة له ) نقول ( فان ش جاع ( وقد يستغرب اإلنسان العريب هذا ألنه ال يسمع يف لغته هذه العبارات املطولة ولكنه إذا نظر إىل لغات أخرى سيجد هذا التطويل أمرا طبيعيا معتادا ال يستغربه أهل

28 27 العلم الثاني: علم التصريف تلك اللغات فبعض اللغات حن استعامل األفعال يؤتى فيها بلفظ املصدر مقرونا بكلمة أخرى تدل عىل الزمان ففي لغة األكراد مثا ( خ داي قبول كر ) و ( خ داي قبول ب ك ي( األوىل معناها ( اهلل يتقبل ) حن يقوهلا اإلنسان آلخر ع م ل ع م ا صاحلا والثانية معناها ( اهلل تقبل ) يعني تقبل اهلل عملك جاء املصدر ( قبول ( وجاءت بعده عامة احلارض أو املايض بينام نقترص يف الكام العريب عىل كلمة واحدة بو ز ن رصيف يدل عىل املايض أو و ز ن يدل عىل احلارض فنقول : ( تقبل اهلل ) يعني عملك أو نقول : ( يتقبل اهلل ). وال بد للقارئ من أن يكون عىل ع لم موث ق هبذا العلم حت ى يدرك املعنى تاما من الكلمة كام كان ذلك يف داللة املصدر عىل معنى املادة فإذا أخذنا مثلا كلمتي )ك ات ب وك ت اب ) عرفنا أن كا منهام تدل عىل فاعل الكتابة وفر قنا

29 28 مفاتيح فهم الكالم العربي بينهام بأن األوىل يفهم منها أنه اتصف بفعل الكتابة إمجاال وبأن الثانية تدل عىل أنه اتصف بتكرير فعل الكتابة. فهذا الفرق وغره مما يكون بن داللة صيغ األسامء أو بين صيغ األفعال ينبغي أن ياحظ يف كل كلمة باإلضافة إىل معنى املادة حتى يدرك القارئ املعنى متاما ومن هذا قال العلامء يف تفسير قوله تعاىل : ۆ ۈ ۈ ۇٴ إن اهلل حيب العبد الذي يتوب إليه من الذنب وإن تكرر منه الذنب ألن التواب هو من تكررت منه التوبة وذلك يكون عند تكرار الذنب واألمثلة من هذا النوع أكثر من أن حتىص. وكذا يقال: إن لفظ «الص م د» صفة مشبهة مثل: ( ح س ن ) والصفة املشبهة تفيد الثبوت أي إن كونه سبحانه وتعاىل ( ص م دا ) وصف ثابت له مستمر سورة البقرة: اآلية. 222

30 29 العلم الثاني: علم التصريف ال يتغير وهذه املعاين ال تدرك إال بعلم الرصف ولو مج عت أمثلتها يف كتاب لكان كتابا كبرا. وينبغي للقارئ أيضا أن ياحظ الفرق بن صيغ االسم وصيغ الفعل فحن نقول : ( زيد قائم ) ال يكون املعنى مثل: ( زيد يقوم ( وإن كان املعنى العام واحدا وكان الفرق دقيقا وذلك ألن معنى )زيد قائم ) هو أنه متصف بالقيام دون بيان ي عن الزمان ولكن يعرف الزمان من السياق فيقال مثلا : ( زيد قائم اآلن أو زيد قائم باألمس أو زيد قائم غدا ) أما ( زيد يقوم ) فمعناه : أن فعله للقيام حيصل اآلن بماحظة الزمن فيه وماحظة حركة القيام وهكذا هو الفرق بين اإلخبار باالسم واإلخبار بالفعل دائام لكل منهام خصوصية. وهناككلامتمفردةخترجعنمعناهااألصيلبواسطة

31 30 مفاتيح فهم الكالم العربي السياق كام تستعمل كلمة ( أسد ) بمعنى الرجل الشجاع وهو ما يسمى جمازا ويسميه منكرو املجاز اشرتاكا وكان يمكن ذكره هنا لتعلقه بداللة املفردات لكن يأيت احلديث عنه يف أمهية علم الباغة يف معرفة معاين الكام وإنام يؤجل إىل هناك ألنه يقع يف الكلامت املفردة كام تقدم يف املثال السابق ويكون يف اجلمل كام يقال ( أراك تقدم رجا وتؤخر أخرى( إذا كان يرتدد يف الرأي وال يستقر عىل رأي معن فاملفردات هنا ال تؤد ي املعنى املقصود لذلك يقال: نقلنا املعنى الرتكيبي األول»أراك تقدم رجا وتؤخر أخرى» إىل املعنى املذكور يف الرتكيب الثاين: «أراك ترتدد يف الرأي «وذكر هذه الداللة هنا خيالف ما اعتاد عليه الدارسون وذكره هناك أمجع وأهم وأكثر موافقة ملا اعتاد عليه الدارسون يف كتب الباغة. ومكان علم الباغة يف الرتتيب الطبيعي بعد علم

32 31 العلم الثاني: علم التصريف النحو ألن مسائل الباغة إنام تظهر عند الرتكيب يف مجلة أو مجل واجلمل إنام تركب بحسب قواعد النحو فالنحو ال ب د أن يكون حديثه أسبق واحلديث عن فائدته مقدم.

33 32 مفاتيح فهم الكالم العربي

34 33 العلم الثالث: علم النحو وفوائده العلم الثالث علم النحو وفوائده أول ما ينبغي بيانه يف احلديث عن أمهية النحو هو وجوب التخلص من الفكرة السائدة اخلاطئة التي تنظر إىل النحو عىل أنه زينة لفظية ال عىل أنه دليل يأخذ بيد القارئ إىل فهم املعاين التي توجد عند تركيب اجلملة وجمموع اجلمل وهي معان ال ت عر ف بمعرفة األلفاظ املفردة ولكل باب من أبواب النحو طريقة هتدي إىل املعنى الذي يدل عليه. ويتضح ذلك إن شاء اهلل تعاىل بواسطة األمثلة وأبسط هذه األمثلة أن السامع يعرف من املقصود باملخاطبة أهو ذكر أم أنثى حسب احلركة : ( أنت ذهبت أو أنت ذهبت ).

35 34 مفاتيح فهم الكالم العربي ويظهر هذا الفرق بوضوح يف مثال من القرآن الكريم وهو قول اهلل تعاىل : ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ هو يف اآلية بفتح التاء من كلمة ڤ أي يا رب اهدين إىل طريق الذين أنت أنعمت عليهم باهلداية واجلاهل ال يرى فرقا بن الفتحة والضمة والكرة مع أنه فرق كبر جدا يف املعنى ألن الذي يقول: ( أنعمت ) بضم التاء يكون املعنى يف كامه: يا رب اهدين إىل طريق الذين أنا أحسنت إليهم وهذا خمالف ملعنى اآلية خمالفة تامة وإذا قرأ ( أنعمت ) بكر التاء كان ذلك إساءة عظيمة يف حق اهلل تعاىل ألنه خاطبه كام ختاطب األنثى. والذي دل عىل اختاف املعنى بن احلاالت الثاث هو اختلاف احلركات فلينظر القارئ كم يقع اخلطأ يف سورة الفاحتة: اآليتان 7-6.

36 35 العلم الثالث: علم النحو وفوائده هذا وكم هم الذين جيري عىل ألسنتهم وهم ال يشعرون أنه خطأ يف أداء املعنى ال يف اللفظ فقط وكل حركات الكلامت يف اجلمل كذلك حركات اإلعراب أو حركات البناء. وهذه أمثلة يسرة وأمهية النحو أكثر من ذلك كثرا فهو يدخل يف كل مجلة ويكشف عن املعنى الذي وجد بالرتكيب بواسطة احلركات وما ينوب عنها كشفا دقيقا منضبطا بطريقة موجزة. وهذا أمر يتضح باألمثلة أكثر ومن أظهر األمثلة يف ذلك قول اهلل تعاىل: ۋ ۋ ۅ ۅ ۉ ۉ ې ومعنى اآلية الكريمة أن الذين خيشون اهلل من بين عباده هم العلامء وهذا املعنى ال يظهر يف اآلية الكريمة إال ملن ياحظ الفتحة التي عىل آخر لفظ سورة فاطر: اآلية. 28

37 36 مفاتيح فهم الكالم العربي اجلالة ۅ وياحظ الضمة التي عىل آخر لفظ ۉ ألن الضمة تدل عىل أن فاعل ۋ هو ۉ والفتحة تدل عىل أن مفعول اخلشية هو لفظ اجلالة كأنه قيل: )العلامء خيشون اهلل( واجلاهل بقواعد علم النحو ال ينتبه إىل ذلك ويتعجب من لفظ اآلية كيف جاء عىل هذا الوجه ألنه يظن أن معنى اآلية حسب لفظها دون معرفة معنى احلركة هو أن اهلل تعاىل خيشى من العلامء كام رص ح بذلك بعض اجلهلة الذين ال يعرفون النحو وقواعده. وقد خيطر يف بال بعض الناس الذين ال يعرفون الفروق بن أساليب اللغة العربية يف الداللة عىل املعنى فيقول : ملاذا مل يقل ربنا ( إن العلامء خيشون اهلل ) وجواب ذلك: أن أسلوب اآلية أريد به معنى آخر أقوى وأدق من هذه العبارة املقرتحة إذ معنى اآلية هو:

38 37 العلم الثالث: علم النحو وفوائده )إن العلامء هم وحدهم الذين خيشون اهلل سبحانه وتعاىل اخلشية التامة ( وليس هذا يف العبارة املقرتحة السابقة بل معناها هو جمرد اإلخبار بأهنم خيشون اهلل سبحانه وتعاىل والذي جاء يف اآلية أكثر اختصارا. وكذلك قوله تعاىل: ە ہ ہ ہ ہ ھھ ومعنى ابتىل اخترب فيظن م ن ال يعرف قواعد النحو أن إبراهيم عليه الصاة والسلام هو الذي اخترب ربه هبذه الكلامت واملقصود يف اآلية الكريمة عكس ذلك أي إن اهلل تعاىل هو الذي اخترب إبراهيم عليه الصاة والسلام وهذا املعنى يظهر بسهولة ملن يعرف قواعد النحو إذا الحظنا أن الضمة فوق لفظ ہ تعني أنه هو فاعل االختبار والحظنا أن الفتحة فوق آخر لفظ ہ تعني أنه هو الذي وقع عليه فعل االختبار سورة البقرة: اآلية. 124

39 38 مفاتيح فهم الكالم العربي ومن تأمل هذا عرف أن علم النحو رضوري لفهم الكام العريب وال يمكن االستغناء عنه إال إذا استغنى اإلنسان عن فهم ما يقرأ ويسمع فهام صحيحا منضبطا متاما. لكن قد خيطر يف بال بعضنا أن يقول: إنه يمكن أن نستغني عن هذه احلركات إذا جعلنا الفاعل دائام بعد الفعل مبارشة وجعلنا املفعول به يأيت دائام بعد الفاعل وهذا يشء يمكن تعلمه بسهولة فلامذا نتعب أنفسنا بتعقيدات نفرضها عىل أنفسنا عند االعتامد عىل احلركات يف فهم اجلملة وجواب هذا اإلشكال من جهتني: اجلهة األوىل: هي أن موقع الكلمة يف اجلملة له معنى آخر هو أن اجلزء املقدم يف اجلملة له أمهية أكرب من اجلزء املتأخر وتتنوع أسباب األمهية تفصيا حسب املناسبة

40 39 العلم الثالث: علم النحو وفوائده التي تقال فيها اجلملة فإذا كان الشخص الذي نكلمه يعرف رجلا معينا وهو غائب يف موضع خطر وهو ينتظر قدومه قلنا له عند اإلخبار عن قدومه )جاء خالد( مثا وال نقول له ( خالد جاء ) ألنه يعرف شخصه وال يعرف هل قدم أم مل يقدم فهو متله ف عىل قدومه في قد م لفظ ( جاء ) الدال عىل قدومه وهذا بخاف ما إذا كان يعرف شخصن أحدمها صالح واآلخر جمرم ويعرف أن أحدمها قد جاء فهو حريص أن يكون اآليت هو الصالح واسمه خالد واآلخر اسمه زيد فنقول له: )خالد جاء( لي ر باخلرب عاجا. وتفصيالت الفائدة التي يفيدها موقع الكلمة يف اجلملة تدرس يف علم البالغة إن شاء اهلل تعاىل. ومن جهة أخرى فإن من املواقع املهمة يف التفريق

41 40 مفاتيح فهم الكالم العربي بن معاين أجزاء اجلملة بواسطة احلركات املوضع الذي يصلح أن يكون كل من الفاعل واملفعول به موضع اآلخر يف املعنى كقولنا ( أخذ املال زيد ) فإن املعنى الظاهر إذا مل نضع للجملة حركات أن زيدا هو الذي أخذ املال ولكن ربام قصد املتكلم أن يقول إن املال شغل زيدا شغا أنساه غره فا بد حينئذ أن يكون ضبط اجلملة بضمة عىل آخر ( املال ) وفتحة عىل آخر ( زيد ) ليفهم بذلك هذا املعنى الذي هو خاف املألوف الغالب. وهذه املعاين يقال هلا معاين الرتكيب أو داللة الرتكيب والرتكيب ال يصح أن يكون إال عىل حسب قواعد النحو ولذلك يسموهنا معاين النحو أيضا. ولكي يتضح املراد بداللة الرتكيب ينبغي أن ينظر املرء يف أوضح اجلمل وأخرصها ثم يعلم أن ما فهم

42 41 العلم الثالث: علم النحو وفوائده منها هو أمر مطرد يف كل مجلة فمن ذلك أنه إذا قلنا : ( أكرم الناس الرجل الصالح ( فقولنا )أكرم ) دال عىل حصول اإلكرام يف الزمن املايض وقولنا ( الناس ) دال عىل بني آدم أو عىل مجاعة منهم واملستفاد من تركيبهام عىل هذا الوجه هو أن هذا اإلكرام حصل من هؤالء الناس وهو معنى ثالث غر موجود يف ( أكرم ) وحدها وال يف الناس وحدها وكذا تركيب كلمة الرجل معها عىل هذا الوجه أفاد أن اإلكرام الذي فعله الناس قد وقع عىل هذا الرجل وهو معنى حصل بواسطة الرتكيب ليس موجودا يف أي واحدة من الكلامت وحدها ثم استفيد من وصف الرجل بالصالح أن الذي وقع عليه اإلكرام هو املوصوف بالصلاح وليس غره فإثبات الصلاح للرجل حصل بواسطة تركيب لفظ الصالح يف اجلملة عىل هذا الوجه املعن وهو جعله صفة للمفعول به.

43 42 مفاتيح فهم الكالم العربي وكل مجلة ال بد أن تدل عىل هذه املعاين الرتكيبية إذا ركبت اجلملة عىل حسب ما توجبه قواعد علم النحو وكل باب من أبواب النحو يفيد عند الرتكيب معنى خاصا ال يفيده غره فلو قلنا يف اجلملة السابقة : ( أكرم الناس الرجل صاحلا ) الختلف املعنى الرتكيبي مع أن العبارتن متقاربتان ألن األخيرة تعني أهنم أكرموه حال اتصافه هبذه الصفة ال يف حال اتصافه بغرها واملعنى يف اجلملة التي قبلها أهنم أكرموا الرجل الصالح ال الرجل الفاسد ألن داللة أسلوب احلال غر داللة أسلوب الصفة. وال يمكن إلنسان أن يعرف املعاين الرتكيبية يف كل مجلة إال إذا أتقن علم النحو ومارس تطبيقه بعد ماحظته يف كام العلامء حينام يرشحون هذه املعاين وبذلك يكون قد نال القسم الثالث من املعاين التي ي ف ه م هبا الكام

44 43 العلم الثالث: علم النحو وفوائده العريب فصار عنده منها : معنى املادة ومعنى الصيغة ومعنى الرتكيب وبقي عليه القسم الرابع وهو معنى مقتىض احلال وهو ما يتطلبه حال املخاطب وهو الذي يدل عليه موقع الكلمة وسياقها يف مناسبتها كام سيأيت إن شاء اهلل تعاىل يف بيان املقصود من علم الباغة.

45 44 مفاتيح فهم الكالم العربي

46 45 العلم الرابع: علم البالغة وأهميته العلم الرابع علم البالغة وأهميته والعاقة بن علم النحو وعلم الباغة عاقة وثيقة يف أعىل درجات التوثيق والنحو يف احلقيقة هو القاعدة واألرضية التي يقوم عليها علم الباغة إذ إن الفهم التام للكام البد أن يكون عن طريق معرفة كل أجزائه التي يرتكب منها بدءا من معرفة الكلمة املفردة عن طريق معرفة معنى مادهتا ومعرفة معنى الصيغة أي الوزن الرصيف الذي بنيت عليه فإذا عرفنا معنى الكلمة املفردة نظرنا يف املعنى الرتكيبي وهو املعنى الذي نشأ من تركيب اجلملة حسب قواعد النحو ثم بعد معرفة ذلك كله نتعرف عىل معنى اجلملة كلها عند وضعها يف مناسبة معينة ويف سياق معن وهذا األخر هو الذي نعرفه عن طريق علم الباغة.

47 46 مفاتيح فهم الكالم العربي فاجلملة الفعلية مثلا يفهم منها نسبة الفعل إىل الفاعل أي أنه ( قام بالفعل أو قام الفعل به ) كام ذكروا يف تعريف الفاعل فقولنا مثلا : )قام الرجل ) فائدته األساسية هي اإلخبار بمضمون اجلملة وهو أن القيام حصل يف الزمن املايض بفعل هذا الرجل فكلمة قام تدل عىل حصول القيام يف الزمن املايض والرجل يدل عىل اإلنسان الذكر البالغ وجعله فاعا يفهم منه أنه هو الذي قام هبذا الفعل وهذا املعنى غر موجود يف قام وال يف الرجل وإنام دل عليه إسناد الفعل إىل الرجل وهو أمر يفهم من كل مجلة فعلية ثم بواسطة السياق يفهم أن هذا املعنى هو املقصود فقط وقد تفهم معان أخرى من هذا اخلرب تسمى الزم مضمون اخلرب أو الزم فائدة اخلرب كام لو كان قبل هذه اجلملة كام يفهم منه أن املوقف حيتاج إىل رجل كامل الرجولة يقوم بإعطائه حقه فقام رجل

48 47 العلم الرابع: علم البالغة وأهميته معن فقلنا: «قام الرجل«ويكون ذلك مدحا عظيام ألن معناه قام هبذا األمر حق القيام رجل كامل الرجولة فإذا قلنا: ( صدق الرجل ) فهمنا من إسناد الفعل إليه معنى هو حصول الصدق منه ثم بواسطة السياق قد نفهم معنى آخر مازما لألول وهو إرادة املدح يف سياق معن وإذا قلنا ( كذب الرجل ) فنفهم من هذا اخلرب حصول فعل الكذب منه ثم بواسطة السياق قد نفهم منه معنى آخر يازمه هو ذم الرجل. وكذلك إذا قلنا ( كأن زيدا أسد ) أو ( كأن ب رش ا ذئب( أفادت اجلملة األوىل تشبيه )زيد( باألسد والثانية تشبيه ( برش ) بالذئب وكامها عرف عن طريق الرتكيب ولكن قد يراد من اجلملة األوىل مدح زيد هبذه املشاهبة ومن الثانية ذم برش هبذه املشاهبة حسب ما يعطيه سياق اجلملتن.

49 48 مفاتيح فهم الكالم العربي وهذه املعاين السياقية هي التي يدور حوهلا ويف مضموهنا علم الباغة أم ا املعاين األوىل فتذكر فيه كأساس للثانية ومن املعاين الثانية دالالت موقع الكلمة يف اجلملة من تقديم وتأخر ضمن الرتكيب والداللة األصلية األساسية ملوقع الكلمة يف اجلملة هي أن املقدم أكرب أمهية من املؤخر. وتفصيلات األمهية تفهم من خال السياق يف كل موقع كام تقدم ذكر هذا وأمثلته فنقول ملن خيشى وقوع العقاب من أمره : «عفا عنك األمر«لإلرساع بالبشارة وال نقول له : «إن األمير قد عفا عنك» فربام ظن عند ذكر األمر أوال أنه سيعاقبه. ويف تقديم الفاعل عىل فعله يتغر إعرابه لفظا فيكون مبتدأ كقولنا : ( الرجل جاء ) لكنه يبقى من حيث املعنى

50 49 العلم الرابع: علم البالغة وأهميته فاعلا ويقال له )فاعل مقدم( ويقال إنه مقدم ألن معرفته يف هذا املوضع أهم من معرفة الفعل هذا من حيث اإلمجال. أم ا التفصيل فيقال: إن تقديمه مراد به زيادة عىل أمهيته هو تأكيد وقوع الفعل منه ألنه يسند الفعل إىل ضمره ث م تسند اجلملة كلها إىل صاحب الضمر ويراد من تقديمه أيضا لفت االنتباه إليه إذ يكون أول لفظ من اجلملة يقع يف سمع املخاطب. وقد تكون فائدة التقديم حرص الفعل يف الفاعل املقدم كقولنا : ( ما زيد قام ) أو ( أزيد قام ) أي خصص نفي القيام بزيد وأريد االستفهام عن القيام من زيد خاصة. ويظهر هذا يف تقديم املفعول حن يتقدم عىل الفعل كقولنا : ( ما زيدا رضبت ) وقولنا ( أزيدا رضبت )

51 50 مفاتيح فهم الكالم العربي ولذلك يقولون يف جوابه : )ما زيدا رضبت لكن عمرا ( يف هذين املوضعين ألن السؤال كان عمن وقع عليه الفعل وكذلك نقول أيضا ( راكبا جاء زيد ) لبيان أن احلال هي اجلزء األهم أو املعنى األهم يف هذه اجلملة مع إفادة احلرص أيضا أي جاء يف حالة ركوبه ال يف حالة مشيه ونحو ذلك. وهبذا يتضح ما تق د م من أنه ال جيوز يف اللغة العربية االعتامد عىل معرفة الفاعل واملفعول من طريق موقع الكلمة كام يف اإلنجليزية ألن ملوقع الكلمة يف اجلملة العربية معنى آخر يتأدى به ويفهم منه وليس األمر كذلك يف اإلنجليزية. ث م املعاين التي تفهم من السياق كثرة ذكرت كتب الباغة أكثرها تنبيها عىل الباقي ومن ذلك املجاز

52 51 العلم الرابع: علم البالغة وأهميته والكناية والتعريض سواء كانت هذه األشياء يف املفرد أو يف الرتكيب فإذا سمعنا خطيبا يتكلم بجرأة وقلنا : ( سمعت أسدا يتحدث ) فهم منه أن كلمة أسد مراد هبا الرجل الشجاع يف قوله وكلمة أسد قبل أن توضع يف اجلملة وتساق هذا املساق ال يمكن أن يفهم منها معنى الرجل الشجاع حتديدا وال معنى األسد احليوان حتديدا بل ال بد من وضعها يف سياق يدل عىل أنه املراد باللفظ ولو وضعتها يف سياق آخر كأن تقول : ( األسد أكثر احليوان افرتاسا ) ملا فهم منها إال احليوان املعهود وهو معناها األصيل. وخالصة القول يف دور علم البالغة يف فهم القارئ للكالم هو أنه ينظر يف معنى الكلمة «مادة وصيغة «ويف املعاين الرتكيبية أي التي تنشأ من تركيب الكام حسب قواعد النحو وينظر يف سياق الكلمة والرتكيب ثم ينظر

53 52 مفاتيح فهم الكالم العربي يف املعنى الذي تركب من ذلك كله ويفسر معناه كله من مجيع جوانبه ماحظا داللة كل جزء وكل تركيب ضمن اإلطار العام وهو النظم هذا إذا كان هو القارئ فإن كان هو املتكلم وضع كل جزء وكل تركيب يف اإلطار العام وهو النظم لتتكون الصورة التي يريد أن ينقلها إىل من خياطبه. ولقوةالرتابطبنالنحووالباغةرتبتأبوابالباغة ترتيبات تشبه ترتيب أبواب النحو لكن باصطاحات أخرى وتناول علامء الباغة اجلملة وجمموع اجلمل من وجوه متعددة. وقد بدؤوا باجلملة وأجزائها فذكروا أحوال اجلملة اخلربية عند خماطبة اآلخرين هبا وأهنا تقصد ألمرين: إم ا اإلعام بمضموهنا كقولك ( زيد قائم ) ملن ال يعلم ذلك

54 53 العلم الرابع: علم البالغة وأهميته وإم ا اإلعام بمعنى يازم هذا املعنى وال ينفك عنه وهو إشعار املخاطب أن املتكلم يعلم مضمون اخلرب كعلمه يف املثال السابق بقيام زيد. واملعاين التي هي من لوازم مضمون اجلملة متعددة متنوعة فمن لوازم اخلرب: التبشير وهو قصد إدخال السرور إىل قلب املخاطب كقول النبي ﷺ ألصحابه يوم بدر: «إن اهلل وعدين إحدى الطائفتني» يعني النرص يف املعركة عىل جيش الكفار أو غنيمة القافلة. ومنها: طمأنة احلزين أو اخلائف من أمر كقوله سبحانه وتعاىل لنبيه ﷺ: ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ 2 ألنه كان حزينا خائفا أن هيجره ربه ويقطع عنه الرسالة. سرة ابن هشام 615/2 ط مصطفى احللبي بالقاهرة. 2 سورة الضحى: اآليات 3-1.

55 54 مفاتيح فهم الكالم العربي ث م كل واحد من هذين املقصودين أي اإلعام بفائدة اخلرب أو املعنى املازم هلا يذك ر بلا تأكيد حن خياط ب به خايل الذهن الذي ليس عنده أي فكرة عنه ويؤك د مرة واحدة حن خياط ب به من يعرفه معرفة فيها تردد ويؤك د أكثر من ذلك حن خياط ب به من ينكره فيقال مثا ملن ال يعلم شيئا عن نبوة سيدنا حممد ﷺ : ( بعث اهلل حممدا ﷺ نبيا ) دون تأكيد فإن كان سائا عن ذلك قيل له: ( إن اهلل بعث حمم دا ﷺ نبيا ) بتأكيد واحد فإن كان منكرا نبوت ه قيل له: ( واهلل إن اهلل بعث حمم دا ﷺ نبيا ) وهذا من حيث اإلخبار وقوته وإن كان مثل هذا األمر حيتاج من جهة أخرى إىل الدليل املقنع والربهان القاطع فذلك جانب آخر غر اإلخبار. وأم ا داللة اخلرب - إذا خرجت عن ذلك - فهي

56 55 العلم الرابع: علم البالغة وأهميته تدخل يف بحث الدالالت السياقية من جماز وكناية وتعريض وهذه الثاثة تذكر يف علم البيان من أقسام علم الباغة كام تقدم يف قولنا : )أراك تقدم رجا وتؤخر أخرى ) ونحو قول العرب : ( فان كثر الرماد ) يعنون متام كرمه ألنه يكثر شواء اللحم للضيوف فيكثر عنده الرماد وداللة هذه اجلملة داللة بطريق الكناية ألن كثرة الرماد يشء واقع وهو مراد من اخلرب لكن ألجل الداللة عىل الكرم ال ملجرد اإلخبار بكثرة الرماد ألن كثرته يف نفسه ليست مدحا. وأم ا مجلة ( أراك تقدم رجا وتؤخر أخرى ) فحركة األقدام غر موجودة يف الواقع وغر مقصود اإلخبار هبا ولذلك يسمي العلامء هذه الداللة جمازا. وبحثوا - بعد بحث املقصود من ذكر اخلرب - تركيب

57 56 مفاتيح فهم الكالم العربي اجلملة وأجزاء اجلملة فبدؤوا باإلسناد نفسه ألنه الرابط بن املفردات: بحثوه من جهة كونه حقيقة أو جمازا. فقولهسبحانهوتعاىل: ٱٻٻٻٻپ پ پ پ أسند إليهم فعل الكفروهو قالوا إسنادا حقيقيا بمعنىأهنمهمالذينفعلوه وقولهسبحانهوتعاىل: ڻ ڻ ڻ ە 2 أسند القتل إىل املخاط بن من اليهود يف عرص النبي ﷺ مع أن الذين فعلوا القتل هم آباؤهم لكن أسند إىل املخاط بن ألهنم وافقوا آباءهم عىل ذلك ورضوا به فيكون إسناد القتل إليهم إسنادا جمازيا فاملجاز هنا ليس يف القتل ألنه حصل يف الواقع وال يف فاعله وهو املخاط بون وإنام هو يف إسناد الفعل إليهم فحصول القتل منهم جماز ال حقيقة أريد به بيان إغراقهم سورة آل عمران: اآلية سورة البقرة: اآلية. 91

58 57 العلم الرابع: علم البالغة وأهميته يف املوافقة عىل اجلريمة والرضا هبا حتى كأهنم هم الذين فعلوها. وأمثلة ذلك يف القرآن الكريم والسنة النبوية وكام الشعراء وغرهم أكثر من أن حتىص وليس هذا املعنى هو املعنى النحوي بل هو ناشئ عنه بواسطة السياق وإنام املعنى النحوي هو جمرد وقوع فعل القتل من فاعله. ث م بحث علامء الباغة هذا األمر نفسه - أي أحوال اجلملة اخلربية يف ركني اجلملة املسند واملسند إليه ويعنون باملسند الفعل واخلرب وباملسند إليه الفاعل واملبتدأ - وذكروا ما يعرض لكل منهام وبدؤوا باملسند إليه أوال - وقد سبق أن املسند إليه هو الفاعل واملبتدأ - وبينوا أحواله من تنكير وتعريف ثم نوع التعريف أهو بالعلمية أو اإلشارة أو الضمر إىل آخر املعارف السبعة

59 58 مفاتيح فهم الكالم العربي وبينوا املعاين التي يفيدها كل منها من تنكر أو تعريف ث م ما يفيده كل نوع من التعريف حسب اختاف موقعه يف السياق. فمن ذلك أن اسم اإلشارة موضوع يف أصله ليدل عىل يشء حارض يشار إليه وينشأ عن ذلك معان منوعة حسب تنوع السياق فقوله سبحانه وتعاىل : ى ي ا ي ا جاء اسم اإلشارة ليدل عىل أن ما يف هذا اخللق من عجيب احلكمة واإلحكام يشء واضح تشاهده عيون املخاط بين كالشيء املشار إليه ولذلك جاء بعده قوله 2 سبحانه وتعاىل: ي ە ي ە ي و ي و ي ۇ ي ۇي ۆ إيامء إىل استحالة أن خيلقوا شيئا يشبه هذا الذي يرونه. ومن ذلك قوله سبحانه وتعاىل: ڱ ڱ ڱ سورة لقامن: اآلية سورة لقامن: اآلية. 11

60 59 العلم الرابع: علم البالغة وأهميته ں فقد أريد باسم اإلشارة تشخيص رضر بخلهم يف إنفاق الذهب والفضة يف الدنيا كأنه مشهود منظور. ومنه أيضا قوله سبحانه وتعاىل: پ پ پ پ ڀ ڀ 2 أراد قائلو ذلك - وهم كافرون - أن الداخلن يف اإلسلام من الفقراء والضعفاء ال يمكن أن خيتارهم اهلل تعاىل ليم ن عليهم برضوانه وبدخول اجلنة فعند هؤالء الكافرين اعتقاد أن اختيار اهلل ينال السادة األغنياء قبل الفقراء فأشاروا بقوهلم پ إىل ما يبدو عىل أولئك املؤمنن من مظاهر الفقر املحتقرة يف نظرهم وإىل أن هذه املظاهر يستحيل أن تكون حمل االختيار اإلهلي. سورة التوبة: اآلية سورة األنعام: اآلية. 53

61 60 مفاتيح فهم الكالم العربي وهكذا تناول علامء الباغة أبواب النحو بابا بابا وفصا فصا وبي نوا ما ينشأ عن معاين النحو من معان تظهر بواسطة الرتكيب يف سياق معن وال يمكن إلنسان أن يفهم مجلة من مجل الكام العريب فهام مستقيام تاما إال بمعرفة هذا العلم أي علم الباغة مع ما تقدم من معرفة مادة الكلمة أي معنى املصدر ومعرفة ما تدل عليه صيغة الكلمة ومعرفة املعاين التي توجد عند تركيب اجلملة حسب قواعد النحو. وذلك ألن املتكلم أو الكاتب أو الشاعر حين يريد التعبر عن معنى ما خيتار اللفظ األنسب له «مادة وصيغة «وخيتار األسلوب النحوي الذي يؤدي املعنى الرتكيبي األنسب له ثم خيتار نظم الكام يف سياق معن يكون ناطقا بغرضه من كامه. وحين يريد السامع فهم مراد املتكلم من كامه

62 61 العلم الرابع: علم البالغة وأهميته البد أن ينظر يف كيفية تعبره عن املعنى الذي أراده متبعا التفصيلات التي سار عليها املتكلم مرحلة مرحلة وبدون ذلك ال يمكنه فهم مراد املتكلم فهام سديدا تاما وهذا ظاهر لكل من يتأمل األمثلة السابقة. وقد يظن بعض الن اس أنه يمكنه أن يفهم الكام العريب بدون هذه الرشوط والتفصيات بدليل أنه يقرأ قراءة ثقافية واسعة دون أن يعرف هذه العلوم : علم املفردات املعجمية وعلم ترصيف الكلامت وعلم النحو وعلم الباغة وهذا كام يقوله ناس كثرون. والذي يوقع أولئك الناس يف هذا اخلطأ الفادح أن لغتنا اليومية يف ق ط ر ما أو بلد ما هي يف أصلها لغة عربية وأن كثيرا من كلامهتا وأساليبها هي يف األصل من اللغة العربية وهو يفهم ما يسمعه ويقرؤه من الكام العريب فهام إمجاليا ناقصا فيظن أنه فهمه متام الفهم أم ا الواقع

63 62 مفاتيح فهم الكالم العربي فليس كذلك وهبذا السبب ختتلف نتائج القراءة وثمراهتا باختاف القراء كام يكون الفرق واضحا جليا بن قراءة العلامء للكام وقراءة اجلهال أو قراءة أنصاف املتعلمن ومن أجل ذلك اشرتط علامء الرشيعة اإلسامية فيمن يريد التفقه يف كتاب اهلل تعاىل وسنة رسول اهلل ﷺ أن يكون متقنا لعلوم اللغة العربية متدربا عليها حتى يستطيع فهم كتاب اهلل تعاىل وسنة رسوله ﷺ عىل الوجه الصحيح. وتنبيها لنا عىل ذلك أنزل اهلل سبحانه وتعاىل قوله : ہ ھ ھ ھ ھ ے أي جعلناه بلغتكم التي تعرفوهنا لكي تعقلوه. واحلمد هلل والصالة والسالم على سيدنا حممد رسول اهلل وآله وصحبه ومن وااله. سورة يوسف: اآلية. 2

64 63 فهرس املوضوعات الفهرس ص املوضوع افتتاحية مقدمة العلم األول: علم مادة الكلمة وعلم املعاجم العلم الثاين: صيغة الكلمة : «علم الترصيف» العلم الثالث: علم النحو وفوائده العلم الرابع: علم البالغة وأمهيته الفهرس * * *

65 64 مفاتيح فهم الكالم العربي

66 ù«fq ÖFÉf Ωƒàµe BG ó TGQ øh óªfi ï«ûdg ƒª ùdg ÖMÉ U WCG á«hô dg á dg áféµÿ kgõjõ J á dg õjõ àd áªq«b ägqoéñe áeõm Ω2012 πjôhcg»ho ºcÉM AGQRƒdG ù ù«fq ádhódg Ω2021 ΩÉY ƒ ëh IóëàŸG á«hô dg ägqéee G ádho ƒµj CG πlcg øe,é 櫵 h,égô ûfh,á«hô dg.á«hô dg á dg RÉ«àeÓd kgõcôe Ö üj á nª n æe q äé«dé a Ó fód UÉ üàn G ägp äé é d õaém ÒN ägqoéñÿg J âféµa,á«eó SEG ᪫b" Éæà d Y á aéëÿg CÉH kéféáeg, BGô dg á d áeón ádhòñÿg Oƒ G QÉëH "á«îjqéàdg ÉfQhòLh Éæàjƒ d ï«sôjh,á«æwh á«dhdƒ ùeh á dg ájéªm) hô ûe ÓWEG ±ô T»HóH ÒÿG πª dgh á«eó SE G hdƒ ûdg IôFGód Éc óbh HÉàJ -ááôµdg ägqoéñÿg ò d áhééà SG-»g Égh,Ω2008 ΩÉY òæe (á«æwƒdg ájƒ dgh á«hô dg ká d ƒµàd É «deg álé G É«Hh,É à«ªgcéh»yƒdg åhh,é àjéyqh BGô dg á d ᫪æj É JÉWÉ ûf.éæàec QÉ G AÉæÑdG áæñdh,éæjõ d kéfgƒæyh, É ãdg π UGƒà d IGOCGh á«ÿéy ΩÓbCÉH ägqgó UEG á HQCG º J»àdG (á«hô dg á dg áñ«m) ºµjójCG ÚH IôFGódG J Gòdh :QÉ T â, ë üødg á«hô dg á dg FGóM kiôgr É eó Jh,É «ãméh.π UGƒJh ájƒgh øjo á«hô dg á dg ا صدارات (ióædg ô b í«vƒj) (»Hô dg ΩÓµdG º a í«jéøe) (á dgh ØdG QÉKBGh ƒ dg øë dg) (äé dg IQO á«hô dg)